بورتوريكو تعلن حالة الطوارئ مع اقتراب العاصفة "فيونا"
بورتوريكو تعلن حالة الطوارئ مع اقتراب العاصفة "فيونا"
أعلن حاكم بورتوريكو، بيدرو بيرلويزي، حالة الطوارئ مع دخول العاصفة الاستوائية فيونا منطقة الكومنولث الأمريكي، والمتوقع أن تجتاح الطرف الغربي من الجزيرة برياح بقوة الإعصار.
وتسببت العاصفة الاستوائية "فيونا" بعد وصولها جزيرة "بورتوريكو" الأمريكية صباح اليوم الأحد، في هبوب رياح شديدة وأمطار غزيرة وسط توقعات بأنها ستتحول إلى إعصار قبل أن تضرب الساحل الجنوبي للولايات المتحدة بعد مساء اليوم، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقال خبراء أرصاد "إن المستويات "التاريخية" للأمطار من المتوقع أن تؤدي إلى انهيارات أرضية وفيضانات غزيرة، مع توقعات بأن تصل إلى 20 بوصة في المناطق المعزولة"، وفقا لقناة تيلي سور الفنزويلية.
وقالت مفوضة إدارة الطوارئ في "بورتوريكو" نينو كوريا: "لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء والشعور بالقلق"، مشيرة إلى أن العاصفة "فيونا" تمركزت على بعد 150 ميلا (240 كيلومترا) جنوب شرق مدينة بونس في بورتوريكو في وقت متأخر من أمس، وظلت تتحرك من الغرب إلى الشمال الغربي بسرعة 8 أميال في الساعة (13 كم/ ساعة).
ومن المتوقع أيضا أن تتسبب فيونا في هطول أمطار يتراوح منسوبها ما بين 12 و16 بوصة في جميع أنحاء الجزيرة، كما أن التحذيرات من الفيضانات المفاجئة والانهيارات الطينية سارية المفعول.
وفي مؤتمر صحفي، طلب بيرلويزي من سكان الجزيرة البالغ عددهم 3.1 مليون الاحتماء في أماكنهم من العاصفة.
كان من المتوقع أن تضرب العاصفة المدن والبلدات على طول الساحل الجنوبي لبورتوريكو التي لا تزال تتعافى من سلسلة من الزلازل القوية التي ضربت المنطقة اعتبارا من أواخر عام 2019، مع استمرار إغلاق العديد من المدارس وإزالة الأنقاض.. فيما فر أكثر من 100 شخص نحو ملاجئ في أنحاء الجزيرة ليلة أمس، معظمهم في مدينة "جوايانيلا" الساحلية الجنوبية.
وأعرب العديد من مواطني بورتريكا عن قلقهم بشأن انقطاع التيار الكهربائي، حيث حذرت شركة "لوما"، التى تدير نقل الطاقة وتوزيعها، من "انقطاع الخدمة على نطاق واسع". وعلى صعيد متصل، حذر خبراء الأرصاد السكان في بورتوريكو من وقوع فيضانات مهددة للحياة وانهيارات طينية.
يشار إلى أن بورتوريكو لديها شبكة كهربائية ضعيفة للغاية لم تتعافَ تماما من إعصار ماريا الذي ضربها في عام 2017.
ويضم الكومنولث الأمريكي مناطق معزولة تتمتع بالحكم الذاتي وفق الدستور الأمريكي، وتتكون حاليا من منطقتين هما ماريانا الشمالية وبورتوريكو.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.